لمغرب يُسرّع من تحولاته في قطاع النقل بحلول عام 2030
يخطو المغرب خطوات طموحة نحو تطوير بنيته التحتية في قطاع النقل، من خلال استثمارات ضخمة تشمل النقل السككي والجوي والبحري. وقد استعرض وزير النقل واللوجستيك، عبدالصمد قيوح، الخطوط العريضة لهذا المخطط خلال اجتماع مع لجنة البنية التحتية والتنمية المستدامة.
النقل السككي: ثورة قيد التنفيذ
تم تخصيص ميزانية بقيمة 53 مليار درهم لتطوير شبكة السكك الحديدية. تشمل هذه الميزانية إنشاء خط السكك الحديدية عالية السرعة بين القنيطرة ومراكش، بالإضافة إلى تحسين الخطوط الإقليمية. ومن بين هذه الأموال، سيتم تخصيص 29 مليار درهم لشراء قطارات جديدة، و14 مليار درهم لتأهيل 40 محطة سكك حديدية لتحسين الخدمات الحالية.
يهدف المخطط إلى ربط 43 مدينة بحلول عام 2040، مما يتيح تغطية 87% من سكان المغرب مقارنة بـ51% حاليًا. كما يشمل المشروع ربط 12 مطارًا و12 ميناءً استراتيجيًا بشبكة السكك الحديدية. ومن بين المشاريع الرئيسية، الربط السككي بميناء الناظور غرب المتوسط باستثمار قدره 4.3 مليار درهم، مع تقدم كبير في تنفيذ الأعمال.
تحديث النقل الحضري
يهدف برنامج بقيمة 11 مليار درهم إلى تحديث البنية التحتية للنقل العام الحضري، خاصة في إطار الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030. وسيتم تنفيذ هذا المشروع بين عامي 2025 و2029 لتحسين جودة الحياة في المدن المغربية من خلال خدمات نقل أكثر كفاءة.
توسع قطاع الطيران
يخطط القطاع لاستثمارات بقيمة 42 مليار درهم في البنية التحتية للمطارات. وسيتم رفع الطاقة الاستيعابية لمطار الدار البيضاء الدولي إلى 44 مليون مسافر سنويًا. وتشمل المشاريع الأخرى توسيع مطارات الرباط-سلا، مراكش، أكادير، طنجة، وفاس لتسهيل الوصول إلى المناطق النائية وتعزيز السياحة.
نحو أسطول بحري وطني
يجري العمل على دراسة استراتيجية لإنشاء أسطول بحري تجاري مغربي. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الاستقلالية اللوجستية، وتطوير التجارة الاقتصادية مع إفريقيا، ودعم السيادة الوطنية في قطاع النقل البحري.
دعم برلماني وآفاق مستقبلية
أشاد البرلمانيون بهذه المشاريع ودعوا إلى إصلاحات قانونية وتنظيمية لتحسين التنافسية ومواجهة التحديات المرتبطة بالأحداث الرياضية الكبرى القادمة. كما أكدوا على أهمية تعزيز الربط بين مناطق الجنوب والوسط، وتحسين شبكة النقل العام لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
بهذه المبادرات، يؤكد المغرب التزامه بأن يصبح مركزًا إقليميًا للنقل، مع تعزيز بنيته التحتية لتحقيق مستقبل أكثر استدامة واتصالًا.
