
منعطف جديد مع تغيير في القيادة
تدخل المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين (ENTMV)، المعروفة باسم الجزائر فيريز، في مرحلة من عدم الاستقرار التنظيمي. تم الإعلان عن تعديل جديد، مما يشير مرة أخرى إلى تغيير في الإدارة العامة للمؤسسة العامة التي تواجه تحديات هيكلية وتشغيلية كبيرة.
صرح توفيق خضيم، نائب الجزائريين في الخارج، يوم الخميس 16 يناير 2025، بأن مدير المعدات سيتولى مؤقتًا إدارة المؤسسة. وسيخلف بناودة هلال، الذي كان في المنصب منذ أبريل 2024، والذي خلف بدوره عبد الكريم بوزاهر. هذه التغييرات المتكررة تثير تساؤلات حول استقرار المؤسسة واستراتيجيتها طويلة الأمد.
لم يقدم لا وزارة النقل ولا الجزائر فيريز أي توضيحات حول أسباب هذا التغيير. ويعزز هذا الغموض المخاوف بشأن قدرة المؤسسة على التغلب على صعوباتها والحفاظ على ثقة العملاء.
منافسة متزايدة في سوق النقل البحري
يأتي هذا التغيير في سياق تزايد المنافسة. فقد كانت الجزائر فيريز سابقًا الرائدة بلا منازع في الخطوط البحرية بين الجزائر وأوروبا، لكنها تواجه الآن تحديات من لاعبين جدد. منذ نوفمبر 2024، دخلت شركات جزائرية خاصة مثل نورس البحر فيريز وأوراس SARL السوق. ومع تجهيزها بسفن حديثة مثل سانتا كروز، تقدم هذه الشركات خيارات جذابة للمسافرين.
بالتوازي، تعزز الشركات الأجنبية مثل كورسيكا لينيا، بالياريا، وقريبًا غراندي نافي فيلوتشي (GNV)، مواقعها في هذا السوق الاستراتيجي. ويزيد هذا التنوع في العروض من الضغط على الجزائر فيريز، التي يجب عليها التكيف بسرعة مع هذه التحولات.
إصلاح المؤسسة: مهمة طموحة
تعاني الجزائر فيريز من صورة متضررة بسبب المشاكل المتكررة. فقد شهد صيف 2024 تأخيرات كبيرة، وإلغاء رحلات، ونواقص لوجستية، مما أثار استياء المستخدمين. سيتعين على الفريق الإداري الجديد العمل على عدة محاور رئيسية:
- تحديث الأسطول: إدخال سفن أكثر كفاءة وصديقة للبيئة.
- تحسين الخدمات على متن السفن: تعزيز الراحة وجودة الخدمة.
- تحسين الخطوط البحرية: تقديم جداول زمنية ملائمة ورحلات موثوقة.
ومع ذلك، قد لا يكون هذا التغيير في القيادة كافيًا. لإحداث تحول في المؤسسة، سيكون من الضروري تعبئة موارد مالية كبيرة، واعتماد إدارة صارمة، وتحديد رؤية استراتيجية واضحة. في سوق يزداد تنافسية، يجب على الجزائر فيريز أن تثبت قدرتها على إعادة ابتكار نفسها لتلبية توقعات المسافرين واستعادة موقعها كقائد في هذا المجال.